أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.. المشروع الملكي الذي أشاد به العالم وأضاء نجومه سماء قطر
مكّن الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي بالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر، الملايين من الجماهير ووسائل الاعلام العالمية من التعرف على أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعتبر مشروعا ملكيا يهدف للنهوض بكرة القدم الوطنية، وها هو العالم الآن يرى ثمارها بتألق عدد من عناصر النخبة الوطنية ممن كانوا من خريجيها.
هذا النجاح اللافت الذي تعيشه كرة القدم بالمغرب في كأس العالم 2022، ليس وليد الصدفة، أو مجرد ضربة حظ، بل هو ثمرة عمل دؤوب يسهر عليه القائمون على الشأن الرياضي والمؤسسات المعنية من أجل تطوير البنيات التحتية الرياضية بالإضافة إلى حكامة تسييرية جيدة لتحسين أداء كرة القدم الوطنية وتعزيز تنافسيتها وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية السديدة في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار، يقول مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي، في تصريحاته الصحافية، إن الملك محمد السادس قدّم الكثير من الوسائل والآليات الكفيلة بتطوير الرياضة الوطنية، وإحداث الأكاديمية، وأضاف: “تم التفكير على إحداث مراكز التكوين بالمغرب، وهو ما سيمنح فيما بعد حصادا إيجابيا بلاعبين أكفاء من إنتاج محلي أمثال النصيري والتكناوتي وأكرد وأوناحي وبانون وداري، وأكد أيضا أن أفريقيا والمغرب قادرون على التقدم والتطور في هذا المجال. وختم وليد الركراكي كلامه بالقول إن الملك محمد السادس كانت له هذه الرؤية الصائبة، وهاهو المغرب يثبت للعالم أجمع أنه في الطريق الصحيح بفضل العمل والمثابرة.
وبالعودة إلى تاريخ تأسيس أكاديمية محمد السادس، فقد وضع الملك محمد السادس حجرها الأساس في يوم 14 ماي 2008، ثم أشرف جلالته على تدشين ” أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” في مارس 2010 بدعم مالي خاص منه، بهدف المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال، من خلال وضع نظام تربوي يجمع بين الرياضة والدراسة.
وقد جرى بناء وتجهيز أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعد ثمرة إرادة ملكية، وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك بغية الاهتمام بالشباب المغربي ومنحه الظروف الملائمة لتلقي تكوين رياضي علمي يخول له الممارسة في أكبر الأندية الكروية بالمغرب وأوروبا على حد سواء.
وبعد 12 سنة من الممارسة، نجحت “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” فعلا في تكوين وإنتاج لاعبين من المستوى العالي يلعبون اليوم للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي ينافس في اقصائيات كأس العالم 2022 بقطر، والذي يحقق أفضل إنجاز إفريقي وعربي بوصوله إلى دور نصف النهائي إلى حدود الساعة، ويعتبر من المرشحين للظفر بهذا اللقب العالمي.
ويعتبر كل من اللاعب يوسف النصيري المحترف في نادي اشبيلية الاسباني، ونايف أكرد لاعب ويستهام يونايتد الانجليزي، وعز الدين أوناحي الذي يمارس في نادي أنجيه الفرنسي من أبرز خريجي الأكاديمية، بالإضافة إلى أحمد رضى التكناوتي لاعب فريق الوداد الرياضي والذين ارتفعت أسهمهم في سوق اللاعبين العالميين بعد الأداء الرائع الذين يقدمونه طيلة أدوار هذه المنافسة.
وحول هذه المنشأة الرياضية ذات المواصفات العالمية، كتب موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على موقعه الالكتروني، في مقال خصص لتسليط الضوء على كرة القدم المغربية بمناسبة كأس العالم 2022، أنه من بين أسباب نجاح كرة القدم المغربية: ” اهتمام الجامعة المغربية لكرة القدم بمنتخبات الأكابر للسيدات والرجال، وتواصل العمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد لتحضير المستقبل من الآن”، مشيرا إلى أن أبرز ما تحقق في خطط التطوير هو افتتاح أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
وأبرزت “فيفا” أن الأكاديمية تضم بين جنباتها أحدث المرافق والمعدات التي تتوافق كلها مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، لافتة إلى أن هذه الأكاديمية لعبت دورا كبيرا في تكوين وتألق جميع فئات المنتخب الوطني لكرة القدم.
وغير بعيد عن هذه الأكاديمية، دشن صاحب الجلالة بتاريخ 9 دجنبر 2019 بسلا “مركب محمد السادس لكرة القدم”، الذي يعتبر بنية رياضية مندمجة موجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، وتضطلع بأدوار تكميلية في ما يتعلق بتطوير كرة القدم الوطنية.
ويروم “مركب محمد السادس لكرة القدم”، الذي يشكل معلمة وطنية استثنائية بمعايير دولية تكرس السعي الحثيث للنهوض بقطاع الرياضة بالمملكة، والذي تم تشييده على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 29,3 هكتارا، استضافة تحضيرات المنتخبات الوطنية، والمنتخبات الوطنية الأجنبية الراغبة في إجراء معسكراتها الإعدادية بالمغرب.
كما تعكس هذه المنشأة، التي أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للشباب والرياضة، وكذا إرادة جلالته الراسخة في تمكين محترفي كرة القدم الوطنية من جميع ظروف النجاح والتميز اللازمة من أجل تمكينهم من تمثيل بلدهم على أكمل وجه.
وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، حيث حققت كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة نجاحا كبيرا شمل جميع الفئات العمرية للمنتخب وكذا منتخب السيدات ومنتخب كرة القدم بالقاعة، وكذا الأندية الرياضية الوطنية المنافسة في البطولات القارية.
وفي هذا الصدد، أكد الملك محمد السادس أن كرة القدم الإفريقية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، برفع تحديات التحديث والعصرنة، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها الرياضة العالمية.
. وقال جلالته في الرسالة الملكية التي وجهها إلى المشاركين في أشغال المناظرة الدولية التي نظتمها بالصخيرات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الإفريقي لكرة القدم سنة 2017، إن هذا الأمر لن يتأتى “إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الإفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية.
Comments
This post currently has no comments.