الدار البيضاء تهتز على إيقاع الحفل الأول للأوبرا الملكية المغربية
أزوان/ومع
نظم مساء الأربعاء الحفل التاريخي الأول للأوبرا الملكية المغربية، باستوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، حيث استمتع الجمهور الحاضر بحفل موسيقي استثنائي وعرض متميز، سيظل مطبوعا في ذاكرة عشاق الموسيقى. وتمكن الجمهور، خلال هذه الأمسية الفنية الراقية، من إعادة اكتشاف مختارات من الموسيقى الكلاسيكية الكبيرة لأوبرا بوتشيني وفيردي وبيزيه وغيرها، والتي أداها ببراعة أعضاء الأوبرا الملكية المغربية.
وبهذه المناسبة، أدى عدة عازفين منفردين مغاربة وآخرين من أصل مغربي مشهورين عالميا من قبيل فيكتور دحاني، وأحليمة محمدي، وأوديليا زاغوري، وديفيد سيريرو، مقطوعات موسيقية على الخشبة، رفقة جوق مؤلف من طلبة استوديو الفنون الحية والمعهد الموسيقي بالدار البيضاء.
وفي تصريح لقناة (M24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الباريتون ديفيد سيريرو، وهو من أصل مغربي، أن هذه الأمسية الموسيقية التاريخية تؤشر على بداية الأوبرا الملكية “بلمسة مغربية”، وبمشاركة مغربية مائة بالمائة وموجهة للمغاربة.
وأوضح أن “أسلوب الأوبرا الذي أجلبه إلى المغرب هو أوبرا خاصة مع بعض الفكاهة، لكن أيضا بمشاركة الجمهور خلال الحفل”، معربا عن سعادته البالغة بنجاح هذا العرض كما يشهد على ذلك العدد الكبير من الجمهور الحاضر.
وتابع سيريرو “أستطيع القول بثقة أن الأمسية حققت نجاحا باهرا، حيث كانت القاعة ممتلأة بالجمهور لدرجة أن بعضهم لم يجدوا مقاعد وظلوا بالتالي واقفين طيلة فترة الحفل”.
وأضاف أن “الأوبرا ستحقق نجاحا كبيرا في المغرب، والدليل على ذلك هذه الأمسية الاستثنائية”، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يكون للمملكة، وهي بلد ذات تقاليد موسيقية صوتية، أوبرا حقيقية، مع عروض موجهة خصيصا للجمهور المغربي.
ولعل أبرز ما ميز هذه الأمسية، التي شهدت حضور شخصيات من آفاق مختلفة، الأداء الاستثنائي للنشيد الوطني بنسخة الأوبرا الذي لقي تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور.
وتهدف الأوبرا الملكية المغربية، التي أسسها ويديرها الباريتون ديفيد سيريرو المشهور عالميا، وهي أول شركة أوبرا مغربية، إلى النهوض بفن الأوبرا وتطويره داخل المملكة المغربية مع ضمان تكوين مغنيي الأوبرا المغاربة المستقبليين الذين سيؤدون أعظم أعمال الأوبرا لكن أيضا إبداعات أوبرا باللهجة المغربية الغنية المعروفة باسم “الدارجة”.
وسيتم إحداث فرقة تابعة للأوبرا الملكية المغربية وستتألف من فناني أوبرا مغاربة، تحت الإدارة الفنية لديفيد سيريرو، بهدف القيام بجولة مغربية للنهوض بالثقافة المغربية بشراكة مع دور أوبرا أخرى عبر العالم. ويتمثل الهدف في بصم موسم من الأوبرا يمزج بين الأعمال الرئيسية لريبرتوار الأوبرا باللغة الأصلية (الفرنسية أو الإيطالية)، وبعضها يؤدى بالدارجة وبإنتاج مغربي، وكذا إبداع أعمال أصلية بالدارجة من قبل مؤلفين مغاربة مكلفين من قبل الأوبرا الملكية المغربية.
وولد ديفيد سيريرو في عام 1981 في باريس، لوالدين يهوديين مغربيين تعود أصولهما إلى مدينة فاس، وهو فنان متعدد المواهب، مغني أوبرا وممثل ومنتج وسفير للفنون. وأحيا أزيد من 3000 حفلة موسيقية في 25 عاما من حياته المهنية.
Comments
This post currently has no comments.